الأحد، 24 يناير 2016



عرض بعنوان السّيرة النّبويّة بتاريخ فاتح دجنبر 2015 بمدرسة رياض الحكمة الخصوصيّة:


بقلم ومن تقديم الأستاذ : محسن الشايب





  • السلام عليكم ورحمة الله.
  • أتقدم أوّلا بالشكر الجزيل لإدارة مؤسسة رياض الحكمة المتمثلة في شخص السيدة المديرة هند العلامي وكذلك السيد رشيد لحلو على إعطائي فرصة إلقاء عرض حول السيرة النبوية.
  • أعزائي التلاميذ، عزيزاتي التلميذات، إخوتي الأساتذة والأستاذات، كما تعلمون ويعلم الجميع أنه لا يمكن التطرق إلى كافة جوانب السيرة النبوية في محاضرة واحدة أو عدة محاضرات، ولهذا سنحاول في هذه المحاضرة الإلمام بما ورد في السيرة النبوية في فترة ما قبل البعثة (مع أعطاء مقارنة مع العصر الحديث).
  • أما بعد فخير ما نبدأ به الكلام الصلاة والسلام على خير الأنام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
  • ما هي السيرة وما هي أهميتها؟
  • السيرة هي رسم للطريق التي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أمرنا الله باتباع هديه، وذلك للتمكن بالإقتداء به صلى الله عليه وسلّم في الحياة، قال تعالى: ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
  • كيف يمكننا معرفة عظمة الإسلام وقوته بالاطلاع على السيرة النبوية؟
  • عندما ندرك أنّ هذا الدّين قد أرسا قواعده وأحكامه، وقلب موازين القوى السياسية والاجتماعية والثقافية لأجزاء كبيرة من الكرة الأرضية، ثم قدم نموذجا حضاريا قويا ظلّ عطاؤه مستمرّا حتّى يومنا هذا . وتظهر لنا هذه العظمة جلية إن علمنا أنّ هذا البناء الضّخم قد تم تشييده في فترة وجيزة هي مدة حياته صلى الله عليه وسلم بعد الرسالة التي لم تتجاوز ثلاثة وعشرين سنة.
  • ما هي الديانات قبل الإسلام وما هي ردودها تجاه الرّسالة النّبويّة؟
  • كانت الحضارات في مصر واليونان، وفي الهند والصّين، وفي فارس وفي روما، تسودها الوثنيّة، إذ قدّست العجول والأبقار، وعبدت الأخشاب والأحجار.
  • قد تتساءلون أحبتي التلاميذ عن مفهوم الوثنية ، فالوثنية حسب الإمام محمد الغزالي هي هوان يأتي من داخل النّفس، وتستعير من الحق لباسها المقبول كسائر الخرافات.
  • وقد اعتدت الوثنيات على الأديان كحال شريعة عيسى بن مريم عليه السلام. والذي يوحّد كلاّ من ديانة الوثنية والنصرانية والمجوسية هو الشّرك. لهذا كانوا أعداء للمسلمين جميعهم. قال تعالى: ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ) آل عمران : 186.
  • 12
  • ولما شمل الدنيا حيرة وبؤس، أرسل الله الى الامة محمد صلى الله عليه وسلم، وتمتاز رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بانها عامة ودائمة.
  • فمن عرف في حياته الحق، وكان له نور يمشي به في الناس فقد عرف محمدا صلى الله عليه وسلم واستظل بلوائه وإن لم يره ويعش معه. قال تعالى : ( يآ أيها الناس قد جآءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا ، فاما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما) النساء : 174 ـ 175.
  • وحسب ما وجدت عن حال العرب حين البعثة ا ناهل مكة كانوا ضعاف التفكير أقوياء الشهوات. وتتمثل الشهوات في الجشع و الرياء، الحقد، التنافس على المال والظهور، الاحتيال والدس.
  • ولما كانت تسود العصبية في الجاهلية والتطلع الى الهمّة في المجتمع القبلي، كذبوا الرّسول صلى الله عليه وسلم. كما حدث مع قوم نوح عندما دعاهم الى الايمان بالله كان ردهم بالاستهتار والسخرية ، قال تعالى:( فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا الا بشر مثلكم يريد ان يتفضل عليكم ولو شاء الله لانزل ملائكة...) المؤمنون : 24.
  • وقال عمرو بن هشام معللا كفره برسالة محمد صلى الله عليه وسلم : زاحمنا بنو عبد مناف في الشرف حتى اذا صرنا كفرسى رهان، قالوا : منا نبي يوحى اليه. والله لا نؤمن به، ولا نتبعه ابدا حتى ياتينا وحي كما ياتيه.
  • وبعدما طالت فترة انقطاع النبوة بعد عيسى عليه السلام، كانت الشائعات بين أهل الكتاب الاولين ان نبيا قرب ظهوره ، فكان الظهور لمحمد صلى الله عليه وسلم. 
  • ويعتبر الخطاب  الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم عبر القرآن أوامر للمسلمين، قال تعالى: ( يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيمان واتبع ما يوحى اليك من ربك ان الله كان بما تعملون خبير، وتوكل على الله، وكفى بالله وكيلا) الاحزاب 1 ـ 3
  • وقد اعطى الله نبيه حق الاتباع في الامر والنهي، قال تعالى : ( ومآ آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) الحشر : 7 .
  • اللهم ان اصبت فمن عندك وان اخطات فمن نفسي.
  • وخير ما نختم به كلامنا الصلاة والتسليم على النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميد).

  • فقه السيرة للامام الغزالي بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق